روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | كيف أجعل روحي.. تبتسم؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > كيف أجعل روحي.. تبتسم؟


  كيف أجعل روحي.. تبتسم؟
     عدد مرات المشاهدة: 2740        عدد مرات الإرسال: 0

بعد التحية والسلام.. الى القائمين على هذا الموقع والعاملين فيه فجميل ان نرى من يهتم بنا من يحيطنا بوابل من الحب والحنان من يشعرنا بالامن والاطمئنان من يقول لنا اننا نضفي للكون جمالا ورونق وليس العكس؟

إن كانت الحياة تعلمنا دروسا وحكم فالحمدلله ان جعل نفوسنا كبارا وهمتنا عالية وأحلامنا عظيمة لم ننكس يوما رؤسنا الى الصغائر ولم نجني على أنفسنا من أجل لذة دنيا فانية

لم نخطئ يوما ونعلل وقوعنا بسبب إهمال وقسوة أهلنا بل جعلنا الالم قوة لبناء أنفسنا وتحقيق طموحنا وتحديا للصبر حتى مل من صبرنا

سؤالي :أنا أنثى تربيت تربية الرجل لم تطبطب امي على ظهري ولم يبتسم لي والدي يوما لم احضى يوما بقبلة ولا كلمة رضا مرت الايام والان انا زوجة لذكر لكن ليس رجلا رغم بداوته وبساطته

لا يعرف للمسئولية طريق يفتقر لطموح لا يتصرف كالرجال ويمسك الهاتف كالنسوة ليتحدث وعما كان وصار وغير مبالي لعمله وفوق كل هذا مدخن شره وكاذب وموسوس ويحتقر الانثى ايما احتقار !

في قلبي اكرهه وفي عقلي اشفق عليه لكن لا اعلم لما عقلي يتغلب على قلبي واسجد لله وادعوا له بالهداية فإن كنت غششت به فليس خطائه هو بل خطاء من زوجني به دون سؤال ولا بحث سوى يريد الارتياح من هم إنثى ضاق بها

وحتى هنا الخطاء ليس خطاء اخي إنما خطاء أمي وأبي الذين دللوا الذكور خوفا من فقدانهم او إلحاق الاذى بهم وهم اقل من ما ابتلوا به من إناث وليس هنا الخطاء خطاء أمي وابي بل خطاء الجهل والمجتمع والعادات والتقاليد والخوف ....الخ

سؤالي بعد مقدمتي الكئيبه : كيف اجعل روحي تبتسم انا حقا لست حزينة ولا مهمومة ولا افكر في ما مضى لكن اريد ان احب نفسي قليلا اجعل روحي تبتسم اريد ان افعل شيء لنفسي فقد تعودت على الايثار والتنازل ومشكلتي انني لم أمل من ذلك التصرف!؟

دائما طيبت نفسي توقعي بالمشاكل لا تلوموني فلم اعرف الحقد والخبث يوما لا اعرف لتخطيط والحبك كما ارى من حولي يفعل المشكلة انني ادافع عن الانثى لكن سأمت من خبثها وغيرتها وحقدها الدفين أحيانا لا الوم الرجل بها

لكن انا لست مثلها والله لست مثلها لماذا اعاقب ؟ لما وانا لا اعرف لها كثير افكر هل انا انثى حقا!؟ لما لا امتلك ذلك الشيطان المتلبس لها ! لا كيد لي وهن كيدهن عظيم لذلك اثرت الابتعاد عنهن لسلامة لا اخت لا ام لا صديقة لا جارة

لكن اتمنى لي البنت ولن اكرهها يوما لكن ادعو ربي ان يعوضني دنيا واخرة ويرزقني الذرية الصالحة ويجعلها للمتقينا اماما اللهم امين دعواتكم لي وشكرا جزيلا

ابنتي سعاد:

السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أيامك يا سعاد، ورغم أن اسمك سعاد ومن السعد ويبدو من رسالتك أنك غير سعيدة وتنشدين السعد لروحك بالابتسام لها وكيفية ذلك. بالرغم من أنه لفت نظري في رسالتك، ذلك البركان المشتعل في داخلك رغم التشويش في التعابير التي ذكرتها في الرسالة بدون تركيز كبير.

والذي يظهر لي هو ذلك التخبط النفسي الذي تعيشين فيه، كونك أنثى محترمة في الإسلام، ومحرومة من الإكرام كأنثى في مجتمعك وتريدين العطف والحنان والحب ممن حولك تُحِبّين وتُحَبّين، إن كان من جهة الأم والأب، أم من جهة الزوج الذي تنعتينه بصفات أنت غير راضية عنها.

ابنتي:

الذي أقوله وبالله التوفيق هو العمل على رؤية: (كوب يصل الماء فيه إلى النصف)، والمتفائل في الحياة يرى نصف الماء الموجود في الكوب، والمتشائم يرى النصف الفارغ من الماء في الكوب، فأرجو أن تكوني ممن يرى الماء في الكوب. ويكون ذلك بإذن الله بتتبع ما يلي:

1-النظر إلى الحياة بنظرة الجمال والحب والتفاؤل، بمعنى أن تنظري إلى عطاء الله لك من صحة وأمن وأمان في بلادك في وقت أن الشباب يتساقط بالعشرات يومياً من جراء الثورات والحروب والجفاف كما لحق بإخوانٍ لنا في الصومال يتضورون جوعاً[1][1].

2- النظر بعين الحمد لله سبحانه وتعالى الذي أنعم عليك بنعمة الأهل ونعمة الوالدين والعمل على الإحسان لهما وبرهما كما قال تعالى :وبالوالدين إحساناً، صحيح أنك تربيت تربية الرجال، وكنت تودين من واليك أن يعطوك ذلك الحب الذي تنشدين.

ولكن الواقع أنهم أحبوك على قدر ما يعرفون، واعلمي ما من أحد يحب أحد إلا عن مصلحة أو لغاية ما، إلا الوالدين، فهم يحبون أولادهم بدون غاية، مهما قسوا عليهم أو لحق بهم الجهل. وأسألك ألم يطعمانك وأنت صغيرة؟ ألم يعطفان عليك حينما تعثرت ووقعت أرضاً في صغرك؟ ألم تطعمك أمك من يدها جهزت لك الطعام؟ ألم تغسل لك ثيابك؟ ألم سهر عليك والداك حينما كنت مريضة؟. يا ابنتي: كل ما ذكرت من تقصير الوالدين كان منهما من غير قصد، فربما كان من جهل بأنهما ينتميان إلى بيئة معينة.

 والذي أقوله : "أنك متى صرت أمّاً، فإنك ستنسين بعضاً من طفولتك التي عانيت فيها أشياء من الحرمان العاطفي، وستنقلين عاطفتك إلى أولادك، ولكن بوسطية بإذن الله، بأن تكوني حازمة حينما يدعو الأمر ذلك، وذات عاطفة جياشة حينما يدعو الأمر إلى ذلك".

3- بالنسبة إلى زوجك الذي اكتشفت أنه ذكر وليس رجلاً يتصرف تصرف الرجال، فالأمر إليك وعندك وأنت من يقرر ما يريد بالنسبة للعيش معه، من حيث إنه مدخن شره، وكذاب كما تقولين ويلعب بالهاتف كالصغار، وما إلى ذلك.

والذي أذكره لك هنا هو قصة تلك السيدة التي تزوجت من رجل لا يحب العمل وكسول ومدخن شره وأخلاقه سيئة، فصبرت عليه بعد أن أنجبت منه عدداً من العيال، وعملت لجلب القوت لعيالها، ويوماً سألها أحدهم: لما لا تطلقين زوجك؟ فقال بقوة إصرار: كيف ذلك وهو زوجي وأبو عيالي! وألم تستمع إلى المثل القائل: "الرجل رحمة ولو كان فحمة".

فإذا قررت الاستمرار بالحياة مع زوج بعين العقل وليس بعين القلب، فانظري إليه بعين (الكوب الذي يحتوي نصف الماء) وليس بالنظر إلى المكان الفارغ من الكوب، أي انظري إلى حسناته، لأن كل إنسان عنده حسنات وعنده سيئات.

4- اطلبي من الله سبحانه وتعالى العون على تحمل صعاب الحياة، التي تتفاوت من شخص إلى آخر .

5- إن كان عندك متسع من الوقت حاولي مد يد العون لمن يحتاجها، وهؤلاء كثر، مثل: مسكين، مسن فقير، عجوز بحاجة لمساعدة في تجهيز طعامها ألخ... ساعتئذ ستبتسم روحك، ومع الشكر الدائم لله سيطمئن قلبك وهو القائل جل وعلا: ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

والله الموفق. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

الكاتب: د. حنان قرقوتي

المصدر: موقع المستشار